المصدر : المصرى اليوم
----------------
استقبل أمس الأول، مستشفي مطروح العام ٢٣ مصاباً، لكل منهم قصة ومأساة مختلفة، ما بين أب أصيب وزوجته، بينما لقيت شقيقة زوجته مصرعها ولا يعلم شيئاً عن ابنته، التي كانت معه في الأتوبيس، ومهندس بترول يعاني من كسور في قدميه وفقد شقيقته وأطفالها الثلاثة وابنة شقيقته، امتلأ المستشفي بالأهالي، الذين حضروا للاطمئنان علي أقاربهم، بعضهم جاء من الشواطئ يرتدي ملابس بألوان الأحمر والأخضر، وآخرون حضروا من بيوتهم يرتدون «الأسود»، إلا أن الكل جمعتهم دموع الحزن لرحيل حبيب أو قريب.. «المصري اليوم» رصدت تفاصيل المأساة.
يرقد مؤمن مرسي جمعة «٤٠ عاماً» ودموعه تملأ وجهه، حوله بعض أقاربه يحاولون مواساته، قال: «أنا من الإسكندرية، جئت أنا وشقيقتي ومعها أبناؤها الثلاثة وابنة شقيقتهم إلي مطروح لقضاء إجازة المصيف، قضينا أسبوعاً في مطروح لأني وعدت الأطفال الأربعة «بفسحة» بعد النجاح، وقررنا العودة، توجهت للحجز في الأتوبيس وحصلت علي التذاكر الخمس بصعوبة، بسبب زحام المصطافين الراغبين في العودة إلي منازلهم.
لم يتمالك مؤمن نفسه وأخذ في البكاء مردداً: «انطلق بنا الأتوبيس في الثالثة والنصف عصرا وتوقفنا أمام المزلقان في انتظار عبور القطار، وبعد لحظات فوجئنا بعمال المزلقان يحاولون إيقاف تريلا تأتي خلفنا مسرعة، لكن الظاهر أن السائق كان نائماً، واصطدمت بنا التريلا من الخلف ودفعتنا في اتجاه القطار، حتي أصبحنا تحته، سمعت الصرخات والآلام من حولي..
الجميع يحاول أن يخرج من وسط الحطام، رأيت (مها) و(ندي) ابنتي أختي جثتين، أغمي علي بعد أن رأيت أقاربي جثثاً بجانبي ولم أفق إلا في المستشفي وحولي أقاربي، أنا لا أعلم من المسؤول عن الحادث، لكني أعلم أن سائق التريلا مات فأكيد هو الذي سيتم اتهامه».
وفي الغرفة المجاورة، ارتفعت أصوات البكاء والعويل بشدة، مأساة إنسانية سجلتها الغرفة، التي يرقد بداخلها محمد محمود الشرقاوي «٥٢ سنة» مهندس بترول، مصاباً بكسور في إحدي قدميه وفي فقرات الظهر، تجلس بجانبه شقيقته ودموعها تسبقها قبل الكلام، أصيبت زوجته بإصابات خطيرة وتم نقلها لمستشفي المعادي العسكري بالقاهرة لسوء حالتها، أما ابنته سارة «٨ سنوات»، فلا يعلم عنها شيئاً، كانت تجلس بجانبه في الميكروباص وبجواره شقيقة زوجته التي لقيت مصرعها في الحادث وتم نقلها إلي القاهرة لدفنها في مقابر الأسرة بمدينة نصر.