1/21/2009
القاهرة - أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن مصر لن تسمح بتواجد عسكري غربي على سواحلها.
وقال ابوالغيط ان الحديث الذي يتردد حاليا هو تواجد بحري غربي على سواحل قطاع غزة على نمط التواجد البحري أمام السواحل اللبنانية طبقا للقرار 1701.
وأكد أبوالغيط أن المياه الإقليمية المصرية تحت السيطرة المصرية وان بلاده لا يمكن ان تسمح بامتداد الإجراءات المذكورة إلى سواحلها .
وحول حديث وزيرة خارجية إسرائيل تسيبى ليفنى عن ربط اتفاق بشأن المعابر مع الإفراج عن جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية منذ يونيو 2006 ، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن هذا موقف اتخذته اسرائيل منذ فترة لكنه أكد أنه يجب أن تتضمن الصفقة الخاصة بالعودة للتهدئة البعد الخاص بتبادل الأسرى ، مضيفا أن هذا البعد لم يكن غائبا عن الإعداد السابق للتهدئة .
وقال أبو الغيط " التهدئة التى تم الاتفاق عليها من 19 يونيو 2008 حتى 19 ديسمبر 2008 كان فى أحد عناصرها نص على تبادل الأسرى ولكنه لم يتحقق .
وأضاف : هل شاليط موجود أم لا .. حى أم غير حى فهذه مسائل يجب التحقق منها الآن .. وليس لدى معلومات ، وأعتقد أن الجانب الاسرائيلى أيضا ليس لديه معلومات .
وحول ما يتردد عن حصول إسرائيل على موافقة خطية من مصر بمنع تهريب الأسلحة لغزة نفى أبو الغيط ذلك وقال : أؤكد أنه لا يوجد شيىء مكتوب بين مصر واسرائيل بهذا الصدد ولكن الجانب الاسرائيلى يطالب مصر بالسيطرة على خط الحدود فيبتسم الجانب المصري ويقول ان خط الحدود تحت السيطرة ومن يرغب فى أن يتحقق من هذا يرى القوات والأفراد المصريين موجودين ونشطين بكامل الحيوية .
وأضاف أن مصر موجودة على خط الحدود الخاص بها .. والكثيرون يستطيعون السفر لهذه المنطقة لكى يروا أن قوات حرس الحدود المصرية والشرطة المصرية متواجدة داخل الأرض المصرية .
وردا على سؤال عما اذا كان الأوان قد حان للاعتراف بحماس بعدما حدث فى غزة...قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ان مصر لم تنكر فى يوم من الأيام وجود شرعى لحماس فيما يتعلق بانتخابها للبرلمان الفلسطينى .
وأضاف أن مصر فقط اعترضت على الحصول على الحكم من خلال انقلاب عسكري على الشرعية .. ولكن حماس جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية ومعترف بها ولا يمكن الجدل فى هذا .
وتابع أن الحديث فى هذه النقطة يوجه للجانب الأوروبي والأمريكي والغربي التى أعلنت حماس جزءا من المنظومة الإرهابية فى العالم وهذا ليس بموقف مصر ولم يكن اطلاقا بموقف مصر .
وردا على سؤال حول توقعاته بنتيحة الانتخابات الفلسطينية قال أبو الغيط: لا أستطيع أن أتنبأ بنتيجة الانتخابات الفلسطينية ولكن مصر تسعى للم الشمل الفلسطينى على قاعدة واحدة اسمها وحدة العمل الوطنى الفسطينى وهذا سوف يكون الجهد المصرى وهو جهد كان موجودا حتى نوفمبر 2008 .. وكنا نعد لاجتماعات بالقاهرة لمجموعات عمل تتناول مسائل خاصة بالأمن والحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المسيطرة على كل هذا الجهد .
وأضاف أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أنه كان هناك جهد مصرى كبير يعد لهذه المصالحة .. وقال اننى أتصور الآن أن الأرضية متاحة ومناسبة لاعادة بذل هذا الجهد لأنه تبين لأهل فلسطين وتنظميات فلسطين فتح وحماس وغيرها..وأضاف " أن خلافكم أدى الى تمكن اسرائيل منكم ، وأن اسرائيل لا ترغب ولا تهدف لمساعدتكم على وحدتكم واذا استمر هذا الانقسام الفلسطينى فهو يخدم اسرائيل وبشكل واضح للغاية.. ولذا فقط كان موقف مصر" .
وأشار أبوالغيط إلى أن الناس تتساءل لماذا اعترضت مصر على هذا الوضع ؟ وأضاف : فلتتصوروا أن مصر اعترفت بوجود سلطة حماس فى غزة وقررت فتح المعابر حتى قبل الحرب بالشكل الذى كان موجودا مع اتفاق 2005 عندئذ لكان الحال قد انتهى الى أن هناك سلطة فلسطينية فى غزة وسلطة فلسطينية فى الضفة الغربية وحكومة فى الضفة وأخرى فى غزة ثم برلمان فى غزة وآخر فى الضفة وانتهت القضية الفلسطينية لكيانين فى الضفة وغزة .. ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الأمر .
وأشار الى أن هناك بعدا آخر منوها بما أثير فى الولايات المتحدة من ترك الأردن تأخذ الضفة ومصر تأخذ مسئولية غزة .. ثم ما قالوه إن اسرائيل تأخذ جزءا من أراضى الضفة الغربية .. وتفصل المدن الفلسطينية والكيان الفلسطينى فى الضفة الغربية عن نهر الأردن .. يكون كيانا محجما صغيرا .
وأضاف أنه بالنسبة لغزة يعطون لغزة مجالا حيويا فى اتجاه العريش .. لكى نعوض أهل فلسطين عن الأرض التى أخذتها منهم اسرائيل ثم نأتى بثلاثمائة ألف فلسطينى الى سيناء .
وقال أبو الغيط ان هذه كانت هى المخططات .. ومصر كانت متنبهة لتلك المخططات .. ومن لم يفهم هذا الأمر لا يفهم لماذا كانت مصر تأخذ حذرها حتى لا تضيع القضية الفلسطينية
وردا على سؤال حول وجود أطراف اقليمية تحاول دائما افشال جهود مصر لتحقيق مصالحة فلسطينية وعما اذا كان يمكن فى الفترة القادمة أن نشهد تنسيقا مصريا مع هذه الأطراف لمنع تكرار ما حدث .
وقال وزير الخارجية إن الوضع فى الشرق الأوسط بالغ الحساسية ويجب أن نفهم جميعا " أن هناك معركة على مستقبل الشرق الأوسط بين بعض الوحدات والقوى الرئيسية فى الشرق الأوسط نفسه " .
وأضاف : هناك دولة مثل ايران تسعى لتحقيق مكاسب على الأراضى العربية وتسعى لتأمين نفسها فى منطقة الخليج العربى .. وايران تسعى لتحقيق كروت " أوراق " فى مواجهة القوى الغربية فيما يخص الملف النووى الايرانى .
وأكد أبو الغيط فى هذا الاطار أن حرب غزة لم تبدأ يوم 27 أو 28 ديسمبر عام 2008 ولكن حرب غزة بدأت يوم 12 يوليو 2006 "بمعنى الارتباط بين ما حدث فى لبنان وهجوم حزب الله وإغارته لخطف جنود إسرائيليين وعملية غزة .
وقال إن يوم 23 يناير 2008 ؛ أى اقتحام حدود مصر بالبلدوزر والنسف للسور المصرى هو امتداد ل 27 ديسمبر؛ أى الاصطدام بين حماس واسرائيل، ثم يفتح المعبر لكى نحصل على الشرعية .. وكلها مسائل لا يجب أن تغيب عن أحد .. أى أن هناك نمطا فى هذه المواجهة .
واستطرد قائلا "مصر هى قوة عربية اقليمية ذات تأثير بالغ يريدون تطويع سياستها الخارجية ودبلوماسيتها لكى تخدم مصالح غير عربية .. وعندما تتصدى مصر يقال لها أنت لا دور لك .. ولكن حقيقة الأمر أن مصر ليس فقط لها دور ولكن مصر هى صاحبة الدور .. ومن لا يرى عليه أن يراجع نفسه .. ويرى أين تقف مصر الآن وكيف وصلت مصر لهذا الوضع الذى أكد قدرتها على التأثير على كل الاقليم" .
وأشار الى أنه يوم الأحد الماضى شهد الكثير .. فشل الدعوة لقمة ما يكشف الكثير .. والقدرة المصرية على صياغة مواقف تؤدى لتحقيق الهدف والامساك بالخيوط يكشف قدرة مصر على أن تحمى ليس فقط نفسها وليس فقط القضية الفلسطينية ولكن أساسا هذا الاقليم .. واسمه أساسا الاقليم العربى .. ومن ينسى أننا نعيش فى المنطقة العربية عليه أن يراجع نفسه .. وهذه ليست الا منطقة العرب وأرض العرب .
**************
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط